عرض المشاركات المصنفة بحسب مدى الصلة بالموضوع لطلب البحث الحب هو التكامل .. وليس الكامل. تصنيف بحسب التاريخ عرض كل المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/17/2021 07:57:00 م

الحب هو التكامل .. وليس الكامل
الجزء الأول

الحب هو التكامل .. وليس الكامل - الجزء الأول                                                                              تصميم الصورة : وفاء المؤذن
الحب هو التكامل .. وليس الكامل - الجزء الأول
تصميم الصورة : وفاء المؤذن

من هنا .. بدأت حكايتي .. 

ذات يومٍ شتوي , كنا عائدان من الجامعة , أحاديثٌ كثيرة تدور ما بيننا , تجرأتُ و كسرتُ حاجز الصمت بيننا , و سألته :

ما هي مواصفات اميرة خيالك ؟!

  ليستْ خيال .. بل هي حقيقةٌ مجردة ..

رجف قلبي ...

إذاً هنالك فتاة معجب بها و يكنُّ لها الحب العميق , فهذا واضحٌ وضوح الشمس على نبرة صوته الحنون ..

 حسناً كما تريد .. أخبرني عن صفاتها ..

كنت متفائلةً بما يكفي لأسمع و لو صفة واحدة عني ..

قامتي القصيرة , نظاراتي الطبيّة , جسدي الضئيل و النحيل , شعري القصير الأملس ..

أنا الهائمة به , بطريقة تفكيره , انتقائه لملابسه , قميصه السماوي المرتب , قراراته الحكيمة .. بياضه الناصع , و شعره الأشقر الداكن ..

و جوابه كان .. كسُمٍّ بطيئ يسري في شرايين قلبي .. قطرةً تتبعها الأخرى :

اممم .. بداية لنقل أنني أفضلها متوسطة أو طويلة القامة , بجسدٍ صحيٍّ كامل ..

تحوّلت ضحكتي المشرقة إلى ابتسامةٍ ناعمة معبرة عن بداية خيبتي , ثمَّ أكمل :

و بالطبع أريدها بشعرها الطويل المسترسل و شفتاها المغرية ..

تلاشتْ ابتسامتي , و تابع :

أريدها مثقفة و ذو مكانة اجتماعية مرموقة .. طبيبة مثلاً أو مهندسة .. تعرفين أنا أدرس الطب ..

شيء ما في أعماقي كان يرغب بالصراخ , بالبكاء , بالتمرد على مشاعره و احتلالها ..
و لكنني كنت الأقوى ، تحكمتُ بمشاعر رغم ألمها ، كما يتحكّم الأعداء في بلدي ..

و قمتُ بحركةٍ بسيطة ، رفعتُ يدي نحو نظارتي التي كانت الأمل الوحيد المتبقي ليبوح عنها ،  و ثبتها على وجههي معلنةً امتعاضي ..

قال و هو يضحك : و بالطبع لا ترتدي نظارة كلاسيكية طبية ..

هذه المرة لم أستطع إخفاء خيبتي و حزني إطلاقاً ، تعبيرات وجهي ، نظرات عيوني تجاهه .. جعلته يبرر تبريراً سخيفاً :

لا تنظري إلي هكذا ، هي تناسبك ، و لكن الناس أذواق .. و أنت من قلتي أنك تريدين معرفة فتاة واقعي ..

ابتسمتُ ابتسامةً خفيفة ، بإيماءة الإيجاب .. معلنةً بذلك نهاية الحديث ..

أحمق .. أحمقٌ كبير ..

دائماً هكذا .. يلعب بأعصابي لأنه يعي تماماً أنني أحبه ..

جميع من حولنا يعرفون ، و يراعون مشاعري ، و يشجعوني و لو بابتسامةٍ صادقة منهم ، إلا هو ..

يُعمي عيونه متعمداً عن ياسمينة حبي ..

《إلى لقاءٍ قريب .. لنكمل الحكاية معاً 》

شهد بكر ✒️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/17/2021 07:53:00 م

الحب هو التكامل .. وليس الكامل
الجزء الثاني

الحب هو التكامل .. وليس الكامل - الجزء الثاني                                                                             تصميم الصورة : وفاء المؤذن
الحب هو التكامل .. وليس الكامل - الجزء الثاني
تصميم الصورة : وفاء المؤذن

《 كنتم معنا في الجزء السابق هل مستعدون لإكمال القصة ؟!
هيا بنا نغوص بالحروف معاً .. 》

مضى ثلاثة أيام ...

 أعارك أفكاري و مشاعري بجدية مطلقة ، لكي أتطرده من عقلي .. من قلبي .. و لربما من روحي ..
لكن لا بأس .. هذا النوع من الألم سيكون أهون من تجاهله و رفضه المقصود ..

و من بعدها ، حاولت قصارى جهدي أن أجعل السمنة تقتحم جسدي النحيل ..
تناولت الكثير من الأطعمة ، و الحلويات أضعاف مضاعفة ..

جلست لساعات طويلة لا أتحرك من مكاني ..

كثفت ساعات نومي ، و لم أنسَ توقيت خمولي الجديد .. الساعة التاسعة عليَّ إطفاء أنوار الغرفة .. و الذهاب لسباتٍ لعين ..

و بعد مرور عام ، باتَ جسدي رياضياً .. حتى أنني حصلت على القليل من الطويل بعد مواظبتي على تمارين قاسية و معينة  ....

 (( و لكنه لم يلحظ ))

على الرغم من خوفي الشديد و قد يكون مبالغ به ، إلا أنني أجريت عملية جراحية لعيوني ، و تنازلتُ عن جزء أساسي من شخصيتي .. نظارتي الشقيقة ..

(( و لكنه لم يلحظ ))

درستُ بجد ، و أقمتُ دورات عديدة تخص التمريض و الإسعافات الأولية .. على الأقل يصبح لقبي " ممرضة " ..

(( و لكنه لم يلحظ ))

شعري !!

يحب الشعر الطويل ، لكنني أعشقه و هو هكذا ..

قصيرٌ أملس .. كامل النعومة به ، سهل الحركة و التصفيف ..

يعطي للفتاة ميزة خاصة في مكان تواجدها  ..

لا .. لن أجعله طويلاً أبداً ..

لكن خلال هذا العام ، كنت أرى عيناه كيف تبرق حال لمح فتاةٍ بشعرها الطويل ..

أصبحتُ أراقبه .. أراقب شعري ..

كيف يطول .. كيف ينهمر انهماراً على جسدي ..

 خصلةً خصلة ..

أقف المرآة ..

غالباً تنعدم الرؤية عندي ، لا لشيء ..

فقط لكثافة الدموع العالقة في بؤبؤ عيني ..

انزعجتُ منه كثيراً في أثناء نومي ..

حتى أنني في بعض الأحيان أستيقظ و كأنه حبل مشنقة يلّف حول عنقي ..

و الغريب أنه بعد عامٍ كامل .. لم يلحظ أي شيء من كل هذه التحولات الجذرية .. إلا شعري .. لاحظ !!

علّق باستغرابٍ غريب ، و كأنَّ هذا العام لن نلتقِ مطلقاً :

يا إلهي !! ما هذا الشعر الطويل الجميل !!
كيف جعلته يطول بليلة واحدة !!

و غمزني ممازحاً : أم أنها وصلات اصطناعية ..

ابتسمتُ بقرفٍ واضحٍ على ملامحي ، و قلتُ له بذات طريقته السخرية : لا بل أنت الأعمى ..

ضحك ظناً منه أنني أمزح ، و في المقابل كنت على وشك البكاء ..

و لكنني منعتُ نفسي كي لا ينسف فكرة أنني " فتاة مرحة "
من عقله ..

وحدها هذه الفكرة من كانت تواسيني عندما يحطمني اليأس ..

و أخيراً .. جاء اليوم الموعود .. يوم ميلاده العظيم ..

أحضرت له هدية مميزة ، يضعها في مكتبه ضمن عيادته في المستقبل ..

كنت بكامل الحماس ، و الرغبة ، و النشوة ، و السعادة ..

فاليوم .. هو يوم الاعتراف ..

سأعترف له .. ففي الأشهر الأخيرة ، و بعد كل تغيراتي ، بدأ ينجذب لي ..

و لكن ..

بات هذا اليوم .. قاعاً بلا سقوط .. لهيباً مشتعلاً بلا وقود ..

و ذلك بعد أخباره لي ، أنني لم يأتِ .. فهو سيخرج مع الفتاة التي أخبرني مرة أنها " حقيقةٌ مطلقة " ..

و سيعترف لها بمدى إعجابه بها ..

لا أعلم كيف تمالكت نفسي و أنا أنطق بكلمة " حسناً " ..

و أغلقت المكالمة ، و انفجرت ..

انفجرتُ صراخاً مدوياً على السمع ، و دموعاً كالجمرة على الخد ..
لمَ هي ؟؟!!
لقد فعلت كل ما بوسعي لأكون شخصه المفضل ، لمً ..

لمَ هي و لستُ أنا !!!

《إلى لقاءٍ قريب .. لنكمل الحكاية معاً 》

شهد بكر ✒️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/17/2021 08:05:00 م

الحب هو التكامل .. وليس الكامل
الجزء الثالث

الحب هو التكامل .. وليس الكامل - الجزء الثالث                                                                       تصميم الصورة : وفاء المؤذن
الحب هو التكامل .. وليس الكامل - الجزء الثالث
تصميم الصورة : وفاء المؤذن

《 كنتم معنا في الجزء السابق ووصلنا للجزء الأخير .. ترى .. ما هو مصيري برأيكم ؟! 》

و بعد خمس سنوات ..

كنا على تواصل خفيف بين الفترة و الأخرى ، لا أشعر سوى باللاشيء تجاهه .. و كأنه غريب عبر حياتي ..

تعرفتُ على شابٍ لطيف ، كان يهتم بأدق التفاصيل المتعلقة بي ، و دون أن يزعجني ..
ذات صباح وجدته مرتدياً نظارة طبية ، سألته عن السبب ، فقال لي : نظارتك مناسبة جداً على وجهك .. و كتعبيرٍ عن اهتمامي أردتُ أن يكون هنالك و لو شيء واحد مشترك بيننا ..

من بعدها ، غصنا في تفاصيلنا أكثر ، بدأت حكايتنا تأخذ منحى الهوى ..

و اجتمعنا على أمور لا تعد و لا تحصى من الأشياء المشتركة ..

و .. أحببته .. و عشقني ..

تقدّم لخطبتي ، و بالطبع وافقتُ على الفور ، فمن المستحيل أن أجد إنساناً يحبني بطريقته ..

كان مميزاً في كل شيء .. يحب شعري القصير ، حجمي الصغير .. حركاتي النشيطة .. يحب انطفائي .. يحب إشراقي ..

و قبل يوم زفافنا ، وصلتني رسالة من ذلك الشاب الغريب :
" أعتذر على كل ما فعلته ، كنت غبياً ، أعي جيداً مقدار حبك لي ، و مع ذلك تجاهلته ..

سمعت أنَّ غداً يوم زواجك ، ما رأيك أن نعيد كل شيء كما كان بيننا ، و أصلح كلما أفسدته ..
أنت تحبينني ، و لو لم يكن كذلك لما غيرتي كل شيء يخصك لأجلك ..

أرجوك .. أرجوك عودي ... "

أخذت تنهيدة عميقة ، اتصل بي شخصي المفضل .. أرسلت له رسالة " انتظرني " ..

ثمَّ قمت بالنقر على زر " الحظر " .. و دثرتُ هي النقطة السوداء  .. من رواية حياتي ..

و عاودت الاتصال بحبيبي ، و بصوتٍ أنثوي عاشق  :

- الو ..

- أنتظرك عند باب المنزل .. الانتظار ..

 لم يخلق .. لجوهرتي النادرة ..

شهد بكر ✒️

يتم التشغيل بواسطة Blogger.